کد مطلب:370258 یکشنبه 20 خرداد 1397 آمار بازدید:593

الفصل الرابع تزویر الخوارج للحقائق











الصفحة 302












الصفحة 303


«الخوارج» یفتئتون على علی (علیه السلام):


إن موقف علی (علیه السلام) من «الخوارج» كالنار على المنار، وكالشمس فی رابعة النهار. وهو منسجم مع التصدیق بما أخبر به رسول الله (صلى الله علیه وآله) عنهم بمروقهم من الدین، وبأنهم یقرؤون القرآن لا یجاوز تراقیهم..


وعلى هذا الأساس فلا مجال للتصدیق بما رواه «الخوارج» أنفسهم عن علی (علیه السلام) فی ضد ذلك.


ورواه آخرون ممن تابعوهم فی ذلك أیضاً، ربما عن غفلة منهم عن التصرف الذی مورس فی النصوص الثابتة، فضلاً عن غفلتهم عن حقیقة السر الكامن وراء هذا النوع من التغییرات.. فرووا ـ والنص لابن كثیر: أن علیاً سئل عن «الخوارج» أمشركون هم؟!


فقال: من الشرك فرّوا.


فقالوا: أفمنافقون؟!.


فقال: إن المنافقین لا یذكرون الله إلا قلیلا.


قیل: فما هم یا أمیر المؤمنین؟!.












الصفحة 304


قال: إخواننا بغوا علینا، فقاتلناهم ببغیهم علینا(1).


فهم إذن إخوان باغون، ولیسوا مرّاقاً من الدین كما قاله رسول الله (صلى الله علیه وآله) وهم فارّون من الشرك ولیسوا بمنافقین.. وهل ذكرهم لله كثیراً وتظاهرهم بالعبادة وقراءة القرآن یبعدهم عن دائرة النفاق والكفر؟! فإننا قد نجد فی المنافقین من یعبد الله لیلاً ونهاراً، لیخدع بذلك من یسعى لإسقاط أطروحته، والقضاء على نهجه.. خصوصاً إذا علمنا أنهم: یقرؤن القرآن ولا یجاوز تراقیهم..


وفی نص آخر: أن علیاً (علیه السلام) أرسل ابن عباس إلى أهل حروراء، فنظر فی أمرهم وكلمهم، ثم رجع فقال له (علیه السلام): ما رأیت؟


فقال ابن عباس: والله، ما أدری ما هم.


فقال علی (علیه السلام): رأیتهم منافقین.


قال: والله، ما سیماهم بسیما المنافقین، إن بین أعینهم لأثر السجود وهم یتأولون القرآن.


فقال (علیه السلام): دعوهم ما لم یسفكوا دماً، أو یغصبوا مالاً. وأرسل إلیهم ما هذا الذی أحدثتم الخ(2).


وعن الحسن، قال: لما قتل علی رضی الله عنه الحروریة، قالوا: من هؤلاء یا أمیر المؤمنین؟ أكفار هم؟


قال: من الكفر فرّوا.


____________



(1) البدایة والنهایة ج7 ص290 عن ابن جریر، وغیره والعقود الفضیة للحارثی الإباضی ص 63 والأشعثیات ص 234 وتاریخ الأمم والملوك ج5 ص 73 والإباضیة ص 83.


(2) شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 2 ص 310 عن ابن دیزیل فی صفینه.













الصفحة 305


قیل: فمنافقون؟!.


قال: إن المنافقین لا یذكرون الله إلا قلیلا، وهؤلاء یذكرون الله كثیراً.


قیل: فما هم؟.


قال: قوم أصابتهم فتنة، فعموا فیها، وصمُّوا (1).


ولعل هذا الذی روی عن الحسن إنما هو حكایة لما قاله علی (علیه السلام) حین سئل عن أصحاب الجمل. كما ورد(2)، فراجع..


الروایة الصحیحة:


والنص الصحیح، الموافق لما اخبر به رسول الله (صلى الله علیه وآله)، ولسائر ما صدر عن علی (علیه السلام) فی حق «الخوارج». هو النص الذی أورده ابن أعثم، فهو یقول: «.. فلم یزل یخرج رجل بعد رجل، من أشد فرسان علی، حتى قتل منهم جماعة، وهم ثمانیة.


وأقبل التاسع، واسمه حبیب بن عاصم الأزدی، فقال: یا أمیر المؤمنین، هؤلاء الذین نقاتلهم أكفار هم؟!


فقال علی: من الكفر هربوا، وفیه وقعوا..


قال: أفمنافقون؟!


قال: إن المنافقین لا یذكرون الله إلا قلیلاً.


قال: فما هم یا أمیر المؤمنین، حتى اقاتلهم على بصیرة ویقین؟!


____________



(1) المصنف للصنعانی ج10 ص 150 وكنز العمال ج11 ص 286 و276 عنه.


(2) العقد الفرید ج4 ص330.













الصفحة 306


فقال علی: هم قوم مرقوا من دین الإسلام كما مرق السهم من الرمیة، یقرأون القرآن، فلا یجاوز تراقیهم، فطوبى لمن قتلهم.


قال: فعندها تقدم حبیب بن عاصم هذا نحو الشراة ـ وهو التاسع من أصحاب علی ـ فقاتل حتى قتل.


واشتبك الحرب بین الفریقین. فاقتتلوا قتالاً شدیداً. ولم یقتل من أصحاب علی إلا اولئك التسعة»(1).


وبعدما تقدم نقول:


لقد حان الآن موعد اعطاء أمثلة یسیرة تبین لنا بعض أخبارهم، من خلال مزاعمهم هم، فنقول:


روایة «الخوارج» لقصة ذی الثدیة:


إن إخبار النبی (صلى الله علیه وآله) عن أمر ذی الثدیة، وتركیز أمیر المؤمنین (علیه السلام) على هذا الأمر، واهتمامه بإظهاره، وتأكیداته المتكررة على وجوده بین القتلى یوم النهر، ثم ظهور صدقه وصحة قوله لهم (علیه الصلاة والسلام) كالنار على المنار، وكالشمس فی رابعة النهار ـ قد أحرج «الخوارج»، وجعلهم یضیقون ذرعاً، لأنه تضمن إدانة صریحة لكل حركتهم. وأظهر مناقضتها للدین، وللحق الصریح، وللنص الصحیح.


فانبروا لمواجهة هذا الواقع بمحاولة تزویریة للحقیقة وللتاریخ، لم تقنع أحداً من الناس إلا إن كان من «الخوارج» أنفسهم، وهم معاشر اخفاء الهام سفهاء الأحلام. فرووا للناس قصة ذی الثدیة بطریقة تضمنت


____________



(1) الفتوح لابن أعثم: ج4 ص 127 ـ 128.













الصفحة 307


الاعتراف بأن علیاً قد كشف أمر ذی الثدیة، ولكنها حاولت اعتبار ذلك مجرد تمثیلیة وخدعة منه (علیه السلام) للناس!!.


وإلیك روایتهم المشوهة لهذه القصة، فهم یقولون: «.. فی السیر أیضاً، من كتاب النهروان، عن جابر بن زید: أن علیاً أظهر الندامة للناس.


قیل له: قتلت قوماً، وأظهرت الندامة علیهم، وطفقت تمدحهم، وتزین أمرهم؟!، لتخلعن، أو لتقتلن.


فلما أصبح قال: ابتغوا فی القتلى رجلاً، فوجدوا نافعاً مولى ترملة، صاحب رسول الله صلى الله علیه. وكان صالحاً مجتهداً، قطع الفحل یده.


فقال: هذا هو.


فقال له الحسن: هذا نافع مولى ترملة.


قال له: أسكت، الحرب خدعة.


وهذا الرجل هو الذی التبس به على القوم أمر دینهم، وظنوا أنه علامة للباطل..»(1).


واللافت للنظر هنا: أننا لم نجد فی ما بأیدینا من كتب تراجم الصحابة من اسمه ترملة، أو من اسمه نافع مولى ترملة.


____________



(1) العقود الفضیة ص 69.













الصفحة 308


ندامة علی (علیه السلام) فی روایات «الخوارج»:


ویحرص «الخوارج»، والمؤلفون منهم على تسجیل ندامة علی (علیه السلام) على قتلهم، وأنه حین قتلهم بكى علیهم بكاء مراً، ووصفهم بالأوصاف الحمیدة.


فرووا عن قنبر مولى علی، قال: «تحولت أنا وعلی إلى النهر بعد القتال، فانكب طویلاً یبكی.


فقال: ما یبكیك؟!.


قال: ویحك، صرعنا ههنا خیار هذه الأمة وقراءها.


فقلت: إی والله، فابك.


فبكى طویلاً، ثم قال: جدعت أنفی، وشفیت نفسی.


فاظهر الندامة على قتله إیاهم(1).


وتلقى الحسن بن علی (علیه السلام) أباه حین دخل الكوفة. فقال: یا أبتی، أقتلت القوم؟!.


قال: نعم.


قال: لا یرى قاتلهم الجنة.


قال: لیت أنی أدخلها، ولو حبواً»(2).


ویروی الخوارج أیضاً: أنه لما فقد علی (علیه السلام) تلك الأصوات باللیل، كأنها دوی النحل قال: أین أسود النهار، ورهبان اللیل؟!.


____________



(1) العقود الفضیة ص 68.


(2) العقود الفضیة ص 67.













الصفحة 309


قالوا له: قتلناهم یوم النهر(1).


وقال الحارثی الإباضی أیضاً: «..قال فی كتاب بیان الشرع ـ وهو من الكتب العمانیة القدیمة، المعتبرة، المعتمدة:


قیل: لما قتل علی بن أبی طالب أهل النهروان أمر بعیابهم، فجمعت، فإذا مصاحف وترایس. فذكروا أنه أصیب فی عسكرهم أربعة آلاف مصحف إلا مصحف.


فبكى علی حتى كادت نفسه تخرج.


ویقال: إنه دخل على ابنته أم كلثوم، فهنأته بالظفر بهم.


فقال علی: أصبح أبوك من أهل النار، إن لم یرحمه الله..»(2).


«الخوارج» یروون تأیید عائشة لهم:


ولم یكتف «الخوارج» بتصویر علی (علیه السلام) بصورة النادم على قتلهم، والباكی المتلهف من أجلهم، بل هم یروون: أن عائشة أم المؤمنین أیضاً قد أیدت أنهم قد ظلموا، وقتلوا بغیر حق، فهم یروون أن عبد الله بن شداد قدم المدینة، فأرسلت إلیه عائشة، فقالت: یا عبد الله، لما قتل علی أصحابه..


فحدثها بالقصة كلها..


فقالت: ظلمهم.


قالت: هل تسمی أحداً ممن قتل؟!.


قال: نعم. حرقوص بن زهیر السعدی.


____________



(1) العقود الفضیة ص 67.


(2) العقود الفضیة ص 80.













الصفحة 310


فاسترجعت.. ثم ذكرت: أن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قد شهد لحرقوص بالجنة ثلاث مرات. ثم قالت: ومن؟!.


«قلت: زید بن حصن الطائی.


فبكت، وقالت: والله، لو اجتمعت الأمة على الرمح الذی طعن به زید لكان حقاً على الله أن یكبهم جمیعاً فی النار»(1).


موقف ابن عباس بروایة «الخوارج»:


وإذا كان «الخوارج» قد رووا عن عائشة ما تقدم، وقد یجدون من یصدقهم فی ذلك، بسبب ما عرف عن عائشة من عداوة وضدیة مع علی (علیه السلام)، ومخالفة له، حتى لقد شنت علیه حرباً فی یوم الجمل، قد حصدت أكثر من عشرین ألفا من المسلمین.


وإذا كانوا قد ادعوا أن علیاً (علیه السلام) قد ندم على قتلهم، وبكى علیهم.


فإن ذلك لم یكن لیقنع الناس، فإن مناظرات ابن عباس لهم التی كان له الفلج فیها علیهم، والتی شاع أمرها وذاع فی البلاد والعباد، كانت مرة المذاق، بالغة الحدة والأثر علیهم. فكان أن حاولوا الالتفاف علیها أیضاً، من ناحیتین: فقرروا أولاً: أن الفلج لم یكن لابن عباس علیهم. بل كان الفلج لهم على ابن عباس.. ثم زادوا على ذلك: أن ابن عباس قد أیدهم، ووقف إلى جانبهم، بسبب ذلك. وامتنع من مشاركة علی (علیه السلام) فی قتالهم.


____________



(1) العقود الفضیة ص 68.













الصفحة 311


ثم رووا ما یشیر إلى أنه قد استمر على رأیه الایجابی فیهم فی مستقبل أیامه أیضاً.


ولم یقیموا وزنا إلى كل ذلك التأیید والتسدید، والجدال الذی كان یقوم به ابن عباس فی مناصرته لعلی (علیه السلام)، وتأییده طوال حیاته إلى أن وافاه أجله رحمه الله.


ونذكر من روایاتهم فی هذا المجال ما یلی:


1 ـ قال الحارثی الإباضی، بعد أن ذكر صورة لمناظرة لابن عباس مع «الخوارج» تظهر أن الفلج كان لهم علیه(1).


«..وانصرف عنهم، وهو مقر لهم، ومعترف لهم: أنهم قد خصموه، ونقضوا علیه ما جاء به، مما احتج به علیهم.


فرجع ابن عباس إلى علی، فلما رآه قام إلیه وناجاه، وكره أن یسمع أصحابه قولهم، وحجتهم التی احتجوا بها.


فقال علی: ألا تعیننی على قتالهم؟.


فقال ابن عباس: لا والله، لا أقاتل قوماً قد خصمونی فی الدنیا، وإنهم یوم القیامة لی أخصم، وعلیّ أقوى، إن لم أكن معهم لم أكن علیهم.


واعتزل عنه ابن عباس رضی الله عنه. ثم فارقه.


وكتب إلیه علی (علیه السلام) یؤنبه بمال أخذه من البصرة من بیت المال، فقال له: قد عرفت وجه أخذی المال أنه كان بقیة دون حقی، من ما أعطیت كل ذی حق حقه. قد علمت أخذی للمال من قبل قولی فی


____________



(1) العقود الفضیة ص 51 ـ 59.













الصفحة 312


أهل النهروان. ولو كان أخذی للمال باطلاً كان أهون من أن أشرك فی دم مؤمن»(1).


2 ـ وفی السیر، من كتاب النهروان: «حدثنی مسعود بن الحكم الهمذانی: أن ابن عباس قال للحسن:


إنكم لأحق بیت فی العرب أن تتیهوا كما تاهت بنو إسرائیل، قمتم بكتاب الله، وسنة نبیه (علیه السلام)، فجاهدتم بها. ثم جعلتم حكماً على كتاب ربكم. ثم قتلتم خیار المسلمین وفقهاءهم، وقد أفنوا المخ واللحم، وأجهدوا الجلد والعظم من العبادة، وبذلوا أموالهم وأنفسهم فی سبیل الله»(2).


3 ـ وعن ابن عباس، قال: أصاب أهل النهر السبیل. أصاب أبو بلال السبیل(3).


ونلاحظ هنا على ما تقدم:


1 ـ أن عكرمة الخارجی مولى ابن عباس ـ قد حاول هو الآخر أن ینسب إلى ابن عباس: أنه یرى رأی «الخوارج»(4).


____________



(1) العقود الفضیة ص 95 وحول أخذه المال [من قِبَلِ قوله فی أهل النهروان] راجع: العقود الفضیة ص40.


(2) العقود الفضیة ص 67.


(3) العقود الفضیة ص 68.


(4) سیر أعلام النبلاء ج5 ص 22 ومیزان الاعتدال ج3 ص 96 وقاموس الرجال ج6 ص 327 عن ذیل تاریخ الطبری. ومختصر تاریخ دمشق ج17 ص 144 وفتح الباری [المقدمة] ص 425.













الصفحة 313


لكن أحداً لم یلتفت إلى قول عكرمة هذا، ولا إلى ما یدعیه «الخوارج» على ابن عباس. وسیأتی فی الفصل التالی: أن عكرمة كان خارجیاً، وكان كذاباً، ویتهم فی أمر الصلاة الخ.


2 ـ إن النص المذكور آنفاً یحاول أن یدعی: أن «الخوارج» هم فقهاء المسلمین، تماماً على عكس ما عرف عنهم، ولهج به أعلام الأمة، ومؤرخوها كما أوضحناه فی بعض فصول هذا الكتاب.


3 ـ أما بالنسبة لقضیة استیلاء ابن عباس على أموال البصرة، ومفارقته علیاً (علیه السلام)، فقد أثبتنا عدم صحة هذه القضیة فی كتاب مستقل طبع بعنوان: ابن عباس وأموال البصرة، فراجع.


من تزویر التاریخ أیضاً:


وما تقدم یوضح: لنا حجم التزویر الذی یحاول «الخوارج» المتأخرون ممارسته، وهم حیث یحاولون الاستفادة من عنصر التقدیس لصحابة رسول الله (صلى الله علیه وآله)، الذی دخل فی التكوین الفكری والإیمانی للناس فی وقت لاحق، حینما احتاج الحكام إلى تلمیع صورة أناس من الصحابة یهمهم أمرهم.


فأراد بقایا «الخوارج» تبرئة أنفسهم، حین نسبوا، الخارجین على أمیر المؤمنین إلى الصحابیة، بل زعموا ـ زوراً وبهتاناً ـ أنهم من أهل بدر، وبیعة الرضوان. واستدلوا بذلك على صلاحهم.


بل لقد نسبوا بعض الخلّص من أصحاب علی (علیه السلام) ـ زوراً ـ إلى أنهم من «الخوارج»، كابن عباس، وأبی الهیثم بن التیهان، وصعصعة بن صوحان وغیرهم.












الصفحة 314


وزعموا أن الراسبی صحابی، ذكره ابن حجر وغیره. وكذا حرقوص بن زهیر، وشجرة بن أوفى السلامی، وأبو الهیثم بن التیهان، وفروة بن نوفل الأشجعی، وساریة بن لجام السعدی، ویزید بن قیس الأزدی، وجعفر بن مالك السعدی، وبشر بن جبلة العامری، وشریك بن الحكم الأزدی، ومرداس أبو بلال، وإخوة حیان، والمستورد بن علاثة، والأشعث بن بشر العبدی، ومیسرة بن خالد الفهری، وابو الصهباء، وحمزة بن سنان، وزید بن حصن الطائی. وعباد بن الحرشاء الطائی، والحویرث بن ودع الأسدی، وعمر بن الحارث الأنصاری، ویزید بن عاصم، وأربعة أخوة له ممن بایع تحت الشجرة، وشجرة بن الحارث السلامی، وعبد الله بن شجرة، بایع رسول الله (صلى الله علیه وآله) تحت الشجرة، وأربعة اخوة له، وثلاثة بنی أخوة له، و..(1).


ویستمر فی ذكر أسماء من زعم أنهم كانوا من الصحابة، وكانوا من «الخوارج».


ثم إن الحارثی الإباضی یقول إزاء ما ورد فی حق المارقة عن رسول الله (صلى الله علیه وآله): «فیجب احترام الصحابة، وقول الحق فیهم.


وتحمل الأحادیث الواردة فی «الخوارج»، على الصفریة والأزارقة، الذین یستحلون دماء أهل القبلة، وسبی ذراریهم، ونسائهم»(2).


وقد أشار الحارثی إلى أن المراد بـ«الخوارج»، هم خصوص الأزارقة والصفریة فی غیر هذا الموضع من كتابه أیضاً، فراجعه.


____________



(1) العقود الفضیة ص 47 و48 وراجع ص 46 و63 و64.


(2) العقود الفضیة ص 63.













الصفحة 315


ونقول:


إننا نسجل هنا ما یلی:


1 ـ إن الذین ذكر أسماءهم على أنهم من الصحابة لا تجد للكثیر منهم حتى الأسماء ذكراً فی كتب الصحابة، ولو على سبیل الاحتمال، ومعنى هذا أن ثمة خداعاً واضحاً وتزویراً ظاهراً، لا مجال لتبریره.


2 ـ إن الالتجاء إلى ما شاع لدى بعض الفرق من تقدیس لكل من رأى رسول الله (صلى الله علیه وآله) لا یجدی فی تصویب ما علیه «الخوارج»، ولا یعطیهم شرعیة لمواقفهم. لاسیما وأن «الخوارج» أنفسهم یحكمون على مشاهیر الصحابة بالكفر، والخروج من الدین(1).


وتكفیرهم للصهرین، وكل من شایعهما وتابعهما لا یستطیع أحد أن ینكره، أو أن یشكك فیه.


3 ـ إن وجود هؤلاء الأشخاص ـ حتى لو كانوا من الصحابة ـ لا یستطیع أن یلغی قول النبی (صلى الله علیه وآله) فی «الخوارج». ولا یمكن أن یبرئهم من جریمة مروقهم من الدین التی أثبتها علیهم رسول الله (صلى الله علیه وآله).


وإحالة الأمر على الأزارقة، والصفریة لا یلغیه عمن عداهم، لاسیما وأن النبی (صلى الله علیه وآله) قد وصفهم لعلی (علیه السلام) بالمارقین. وأخبره أنه (علیه السلام) سوف یقاتلهم.. وأخبره (صلى الله علیه وآله) أیضاً عن وجود ذی الثدیة فیهم، إلى غیر ذلك مما هو معروف ومشهور، وفی مختلف المصادر والمراجع مسطور.


____________



(1) راجع العقود الفضیة ص 70 و167.













الصفحة 316


4 ـ إن عدّ أبی الهیثم بن التیهان فی جملة «الخوارج»، هو كعد صعصعة بن صوحان فی جملتهم أیضاً، لا یمكن أن یصح، بل لا یستحق الالتفات، إلیه فضلا عن الاستدلال على بطلانه..


5 ـ إن عد ابن ملجم فی جملة الصحابة هو الآخر جریمة كبیرة، وخزی عظیم، یدل على الجهل الذریع بحقیقة هذا الرجل. أو على التعصب البغیض الذی یجرّ صاحبه للكذب والاختلاق، والتزویر المفضوح..












الصفحة 317